نتصور أن سيناريو ١١ سبتمبر الدامى هو صناعة
أمريكية خالصة الهدف منه إيجاد مبررات قوية لخروج القوة
العسكرية الضخمة إلى خارج حدود أمريكا واستخدامها
كأداة رئيسية فى أيدى حل ف "الرأسمالية الشره ة " للسيطرة
على العالم.. وقد استخدمت التكنولوجيات المتقدمة والتضخيم
الإعلامى والدبلوماسية الأمريكية لصناعة الحواد ث "المبرر"
أولا ثم تنفيذ الخطة بمراحلها المتلاحقة ثاني ا.. ولكن لماذا
ألقوا بدم الجريمة البشعة على ملابس المسلمين وبن لادن
والقاعدة؟
المتتبع للفضائيات يوم ١١ سبتمبر ٢٠٠١ م، يعر ف
مثلى أن كل المسئولين والساسة الأمريكيين والغربيين بل
وكل قادة وخبراء العا لم لم يقدموا تفسيرا لما حدث ولم يتهموا
جهة أو شخصا أو جماعة بارتكاب الجرائم الدموي ة .. وحده
"شيمون بيريز" وزير الخارجية الصهيونى فى السابعة مساء
البريطانية الإخبارية B.B.C بتوقيت القاهرة وعلى قناة ال
كان يملك إجابة عن كل التساؤلات حيث كان هو أول من
فسر الحادث بأن ه " نتيجة العداء الأسود للمدنية الغربية
والحضارة والتقدم فى الغرب وأنه استهدف الولايات المتحدة
الأمريكية بوصفها أرقى الدول حضارة ومدنية فى العصر
الحديث وأنها قائدة العالم الدي م قراطى ولذلك كان الهجوم
عليها عنيفا وقاسي ا.." ( الزعيم الصهيونى وصاحب المكانة
المتميزة فى التنظيم الماسونى العالم ى ) عندما سأله المذيع
عن الفاعل للحواد ث : ورد بيريز "إنهم بالتأكيد المتطرفون
الإرهابيون الإسلاميون الذين أعلنوا العداء للغرب وأمريكا
وقد سبق وقام وا بعمليات إرهابية ضد سفا ر اتها فى الخارج
وضد مركز التجارة العالمى فى عام ١٩٩٣ ،  حادث
تفجير المتهم فيه الشيخ عمر عبد الرحمن وتنظيم الجهاد 
ويهددون كل دول العالم بعملياتهم الإرهابية.
ثم راح شيمون بيريز يستنهض العداء الغربى ضد
الإسلاميين الإرهابيين وراح يق و ل"إن حضارتنا مهددة
ومدنيتنا مهددة بقوة ويجب أن نواجه ذلك بكل حسم ولن
نسمح للإرهابيين بفرض شروطه م " ولم تمض سوى ساعة
واحدة وراح المسئولون فى البيت الأبيض يرددون ذات
العبارات الشيمونية وتحولت القنوات الفضائية إلى سباق
محموم لتقديم الأدلة على صدق الاتهاما ت "الباطلة" ضد
المسلمين.
وتبعا لآليات السياسة الأمريكية المعروفة والتى
تستخدم عادة بدائل جاهزة فى الأزمات أو ما يسم ى "بالأفكار
المعلبة الجاهزة". وهى مواد سياسية معظمها دعائى اعتاد
الأمريكيون على استخدامها ف ى التعامل مع المواقف الطارئة
فقد خرجت بسرع ة " العلب الج  اهزة" التى تدين العرب
والمسلمين وكان أهمها العلبة التى تحوى ملف " بن لاد ن "
وتنظيم القاعدة والذى ألقى عليه الرئيس جورج بوش كل
المسئولية فى تصريحاته للصحفي ين صباح يوم ١٢ سبتمبر
٢٠٠١ م، فى حديقة البيت الأبي ض .. كانت عين الرئيس
بالفعل قد وقعت على صيد ثمين حيث تسعى أمريكا منذ
سنوات ليكون لها موقع قدم فى قلب آسيا لتسيطر على
بترول أفغانستان وبحر قزوين المجاور لها وتعيد ترتيب
المنطقة تبعا لمصالحها الخاص ة .. وهو ما حدث بالفعل بعدها
بشهور لا تتجاوز فى عددها أصابع اليد الواحدة(!!)
ولكن هل اتهام المسلمين والعرب بالجرائم الدموية
فى ١١ سبتمبر جاء مصادف ة ؟ أم تحت ضغط صهيون ى
استغل الظروف المضطربة آنذاك؟ أم أنه عداء سياسي
وأيديولوجى ثابت لدى حلف الشر"الرأسمالية الشرهة"؟!
الحقيقة إننا لا يمكن أن نقبل أن اتهام المسلمين
والعرب بالجرائم قد تم مصادفة أو تحت ضغط عابر من
شيمون بيريز للأسباب التالية:
١- المعسكر الرأسمإلى بجناحيه "الشره" و"الناعم" الذي
يحكم العالم وبصفة خاصة فى أمريكا يرى فى
الإسلام"عدوا استراتيجي ا" يقف أمام المصالح
الرأسمالية الامريكية وهو ما ع بر عنه بيل كلينتون
الرئيس الامريكى السابق والذى ينتمى  وفق
تصورنا  لحلف الرأسمالية الناعمة فى خطاب
تنصيبه رئيسا عام ١٩٩٢ م، بقول ه " لقد انتهت
الشيوعية العدو الرئيسى للعالم الحر ولم يصبح
أمامنا عدو سوى الإسلا م .. والديانة المسيحية على
الأرض تنشر السلام للجمي ع "، بل إن مراسم
التنصيب لكلينتون آنذاك تضمنت كلمة لرئيس
الكنيسة الإنجيلية ا لذي منح البركة للرئيس الجديد
وهو ما لم يكن مسبوقا فى إجراءات التنصيب
للرئيس الامريكى قبل ذلك.
٢- كما لا يخفى العداء الصريح للإسلام من الصهاينة
والماسون الذين يرون فيه خطرا دائما ضدهم،
ولانفهم هذه الموقف المعادى للإسلام من المعسكر
الراسمالى إلا فى إطار أنه م يتعاملون مع الإسلام
ليس بوصفه دينا أخلاقيا وقيميا فقط وإنما بوصفه
أسلوب حياة اجتماعية تتناقض مع أسلوب الحياة
الغربية ومضامينها ومظاهرها وهو ما يعوق هدف
المعسكر الرأسمإلى بجناحيه لفرض أسلوب حياة
استهلاكية ولاقيمية يحقق أغراضهم الاقتصادية
لتحقيق التراكم ا لمالى الضخم والسيطرة على كل
شعوب الأرض.
٣- إن الرئيس جورج بوش  والذى ينتمى وفق
تصورنا لجناح الرأسمالية الشرهة  عندما أعلن
الحرب على أفغانستان وراح يطلب الحلفاء أكد أنها
ستكون"حربًا صليبية" تحت راية الدين ولنصرة
الصليب وهو ما عاد وتراجع عنه بعدها لكنه
بالتأكيد عبر عن مفهوم سائد فى معظم أوساط
صانعى القرار فى أمريكا ودول أوروبا ولدى العديد
من الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية حيث يلجأ
قادتها إلى الشعارات الدينية للتغطية على الأهداف
الحقيقة لسياستهم الاستعمارية النهمة.
٤- إن تحالف الرأسمالية الشرهة الذي يسعى للسيطرة
على العالم قد ورث تركة من العلاقات المشبوهة
مع قوى خارجية ومنها العلاقة الخاصة بين
الاستخبارات الأمريكية وجماعات العنف والتطرف
السياسى من المتأسلمين والذين ا ج تذبهم الأمريكين
ودربوهم على أح د ث الأسلحة واستخدموهم او ً لا فى
أفغانستان لطرد الروس من ه ...ا ثم ثانيًا استخدموهم
 ولا يزالون  فى عمليات تخريب وإرهاب فى
عدد من الدول العربية والإسلامية وهؤلاء
الإسلاميون المدربون عسكريًا قد أصبحوا عبئًا على
تحالف الرأسمالية الشرهة الذي تخلى عن أسلو ب
"الحرب بالوكالة" ويفضل أسلوب تنفيذ المهام بقواته
مباشرة وحتى يتم التخلص من حلفاء الأمس
للولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها فى الخارج
دفعة واحدة فإن إلقاء التهمة على الإسلام والمسلمين
والعرب سوف يمهد لتنفيذ مهمة التخلص من القدي م
فى مطبخ السياسة الأمريكية وأيضا ضرب هؤلاء
المتأسلمين من تنظيما ت العنف السياسى وتصفيتهم
بالقوة الأمريكية.
٥- لا يخفى دور الصهاينة من قيادات الكيان الصهيونى
واليهود فى العالم فى إثارة الكراهية ضد المسلمين
والعرب ورسم صورة بشعة للمسلم العربى فى ذهن
المواطن الغربى عبر السينما والتلفزيون والصحف
وغيرها.... إذ يمارس الصهاينة عداءهم الصارخ
ضد المسلمين والعر ب فى كل المواقف ولذا فقد
كانوا هم أول من اتهم المسلمين  بصفة عام ة 
والمتطرفين الإرهابيين بصفة خاصة بارتكاب
أحداث سبتمبر.
إذن فقد تم اتهام المسلمين والعرب بالجرائم مع سبق
الإصرار والترصد ومن دون دليل أو تقديم قائمة اتهام
أو حتى إعداد مستندات ووقا ئع محبوكة فى أعقاب
أحداث ١١ سبتمبر تدعم قيام بعض من المسلمين
والعرب بالجرائم وأصبحنا نعيش مهزلة لا أخلاقية
بسبب اتهامات باطلة(!!). ومن أبرز المتناقض ات فى
توجيه الاتهامات للمسلمين والعرب، والتى وقع فيها
المسئولون الأمريكيون بعد أحداث ١١ سبتمبر..
١- إعلان ستة أسماء لمواطنين سعوديين بوصفهم
شاركوا فى خطف الطائرا ت ( ٩) المنفذة لأحداث ١١
سبتمبر ( ٣ طائرات لم يجدها أحد حتى الآ ن )
وأتضح أنهم فى بلادهم أحياء أصحاء ولم يكونوا
أبدًا فى مكان الجريمة.
٢- شهادة والد محمد عطا الموثقة التى أكد فيها أن ابنه
قد تحدث م ع ه بعد ساعات م ن الحوادث مساء يوم
١١ سبتمبر ٢٠٠١ م، وأنه لم يركب أية طائرة ولم
يشارك فى أية أعمال عنف ثم اختفى محمد عطا
تماماً(!!)
٣- شهادة المدربين على قيادة الطائرات فى المعاهد
الأمريكية الذين أكدوا استحالة أن يكون الذين ت ع لموا
مبادئ الطيران على أيديهم ه م الذين نفذوا هذه
العمليات الدقيقة فى قيادة الطائرات والاصطدام
بالأهداف.
٤- التصريحات المتناقضة للوزي ر "رامسفيلد" عن بن
لادن وتنظيم القاعدة وموت بن لادن خمس مرات
وهو لا يزال على قيد الحيا ة.. والاعتماد على
شرائط كاسيت كدليل اتهام لأسامة بن لادن وتنظيم
القاعدة كانت مادتها  فى معظمها  أحاديث
تلفزيونية أجراها تيسير علونى لقناة الحزيرة مع بن
لادن وتسربت الى الاستخبارات الأمريكية وتمت
معالجتها الكترونيا لتبدو حديثة وتتضمن اعترافات
لأسامة بن لادن تتبنى بعض الحوادث التى وقعت
يوم ١١ سبتمبر.

0 التعليقات:

Post a Comment

شاهد ايضا