من سلم بغداد؟ ومن قبض الثمن؟
الزيارات:

Mahmoud | 2:11:00 AM |
قلنا إن ما حدث يوم ٩ أبريل حين اجتاحت القوات
الأمريكية العاصمة بغداد من دون قتال يذكر وتوغلت حتى
بلغت أطراف المدينة فى كل الاتجاهات لا يمكن أن يتم إلا
فى إطار صفقة متكاملة الأطراف مارست فيها أطراف محلية
أدوار خيانة وتضليل وأطراف خارجية ساعدت على إتمام
الصفقات الفردية التى تمثلت فى خيانات للأفراد وقادة الجي ش
وأقرب الأقربين لصدام حسين.
ويبدو أن هناك أكثر من صفقة وسيناريو لسير
الأحداث لكنها جميعا صبت فى هدف واحد هو تسليم
العاصمة بغداد للأمريكيين بلا قتال.
كانت الصفقة التى أرادها البريطانيون وعرضوها
على الفرنسيين والألمان والروس تقضى بأن يرحل صدام
ويبقى النظام السياسي ومؤسسات الدولة والحزب الحاكم ويتم
عبر أداء ديموقراطي – هكذا تصور ا- اختيار قيادة جديدة
تنهي حالة التأزم الدو لي مع الأمريكيين وتحافظ للحلفاء
الأوروبيين على نصيب فى الكعكة العراقية البترولية وتم
الاتفاق على برنامج زمنى والتزامات ضمنتها بريطانيا ذات
اليد الطولى فى العراق للعلاق ات الوطيدة لها مع القيادات
العراقية البعثية.
وتصور الحلفاء الغربيون (فرنسا وألمانيا وروسي ا)
أن أمريكا سوف تهدأ ثأئرتها وترضى بالنصر الضخم الذي
لن تدفع فيه ثمنا غاليًا من قواتها و ك رامتها التى اهتزت بقوة
خلال الأسبوعين الثانى والثالث من المعارك.
ولكن صفقات أخرى كانت تعقد فى الخلفاء مع قادة
عراقيين لتسليم العاصمة بغداد بل وتسليم صدام ذاته لنيران
القوات الأمريكية.
ويبدو أن صدام حسين – كعادته – قد توقع عدم
التزام أمريكا بتعهدات بريطانيا الحليف والشريك الأول فى
الحرب مع الأمريكيين ف أعد قيادة بديلة سلم إليها سرًا مفاتيح
القيادة والمعلومات الحزبية والعسكرية والاستراتيجية وأيضا
مخازن الأسلحة السرية وقوائم بالعناصر الفاعلة لإشعال
المقاومة ضد الاحتلال إذا لم تتم بنود الصفقة مع بريطانيا.
وهو ما تم بالفعل بعد ذلك وعادت المقاومة العراقية
للوجود تنهش بقوة فى القوات المحتلة الأمريكية.
ولكن بغداد تعرضت لصفقات خيانة أخرى من
أطراف متعددة و هي نتاج جهود استخباراتية واسعة استهدفت
شراء أقرب المقربين من صدام بالمال.
وفى تقارير صحفية متعددة تبرز هذه النوعية من
( CIA) الخيانات حيث أعلنت إدارة الاستخبارات الأ م ريكية
أنها نجحت بالتعاون مع الاستخبارات فى عدة دول عربية
فى الاتصال بقيادات كبيرة فى الجيش العراقى والذين قدموا
لأمريكا معلومات خطيرة عن دفاعات العراق حول بغداد
وأسلوب تحرك صدام حسين فى الاختفاء والتمويه بل أصدر
بعضهم أوامر مباشرة للجيش والحرس الجمه  ورى
بالانسحاب من مواقع القتال يوم سقوط بغداد.
خيانة أبناء عمومة صدام وحارسه
ما تكشف فى السادس والعشرين من مايو ٢٠٠٣
وأوردته وكالة الأنباء والصحف الفرنسية نقلا عن مصادر
عراقية رفيعة المستوى وتناقلته بعدها كل الصحف ا لعربية
والأجنبية كنت قد أشرت إل يها فى م قالات صحفية بمجلة الغد
العربى الندنية وصحيفة السياسي المص ر ي وإسكندرية
المسقبل أبريل ٢٠٠٣ كما نشرت عنه صحيفة الأسبوع
القاهرية فى الأسبوع الأول من مايو وتدور قصص الخيانة
حول ماهر سفيان التكريتى قائد الحرس الجمهو ر ي وابن
خالة صدام حسي ن ، وحسين رشيد التكريتى سكر تير القيادة
العامة للقوات المسلحة وضابط يدعى عدنان فى الحرس
الخاص لصدام حسين وموظف فى القصر الجمهورى.
وتشير التقارير إلىأن الأمريكيين نجحوا فى استمالة
الفريق ماهر سفيان التكريتى قائد قوات الحرس الجمهورى
الخاص عن طريق قريب له يعيش فى العاصمة البريطانية
لندن وكان سفيان يعمل مع الأمريكيين قبل عام كامل من
بداية الحرب وقام ماهر سفيان التكري تي بكشف خطة الدفاع
عن بغداد وال تي كانت تقضى بالدفاع عن العاصمة فى شكل
طوق دفاعي قوى يحيط بالعاصمة ع لى مسافة تبعد ٢٥ كيلوا
مترا من مركزه ا ، حيث تمكن العراقيون من تشييد سبعة
خطوط دفاعية فى مناطق الحقول الزراعية المحيطة ببغداد،
كان الفاصل بين كل خط دفا ع ي والآخر نح  و ألفين
وخمسمائة متر، وقد زرعوا فى هذه الفواصل مواد متفجر ة
عبارة عن براميل من النفط الخام ومادة ت  ي.إن.تي،
ومتفجرات أخرى وضعت بعمق خمس مترات، وتحيط
ببغداد من كافة الاتجاه ات، حيث تضمنت الخطة ربط كافة
هذه الخطوط الدفاعية بكنترول مر ك ز ى. وقد قام ماهر
سفيان بتعطيل هذه الدفاعات والإبلاغ عنها للأمريكيين.
ومن ضمن الخطايا التى ارتكبها سحب قطاعات
الحرس الجمهوري الموجودة على محو ر ي " الحلة – باب ل "
وطريق " بغداد – الكويت " والزج بها فى معركة مطار
بغداد الدولي، والقطاعات التى تم سحب ه ا تعد نخبة الحرس
الجمهورى الخاص وهي قوات المدينة المنورة وقوات نبوخذ
نصر وقوات الفارو ق .. كما ألزمو ه " الأمريكيين " وفقاًَ
للخطة المتفق عليها بأن يصدر تعليماته بصرف عناصر
القوات المسلحة إلى بيوتهم، وترك أسحل تهم الثقيلة منها
خاصة فى مواقعها.
وقصص الخيانة الداخلية فى العراق أكدتها وكالة
الأنباء الفرنسية فى ٢٦ مايو ٢٠٠٣ م، حين نسبت
إلىمسئولين سابقين فى النظام العراقى يعيشون حاليًا فى
المنفى أن صدام حسين تعرض لخيانة من قبل ثلاثة ضباط
كبار من أولاد عمومته ووزير ف ى حكومته سهلت سقوط
بغداد، وقالت نسبة إلى أحد هؤلاء المسئولين السابقين، والذى
طلب عدم الكشف عن هويته أن قائد الحرس الجمهورى
ماهر سفيان التكريتى الذي كان يعتب ر " ظل " صدام حسين
أعطى الأوامر إلى القوات العراقية بعدم القتال لدى دخول
القوات الأمريكية إلى بغداد فى الثامن من أبريل.
أما صحيف ة " لوجورنال دو ديم انش" الفرنسية
الأسبوعية فقد نشرت تحقيقاً جاء فيه أن صدام حسين تعر ض
للخيانة من ابن عمه ماهر سفيان التكريتى، الذي
أمر قواته بعدم الدفاع عن بغداد إثر اتفاق عقده مع
الأمريكيين، وقد أعلنت القوات الأمريكية فى ٨ أبريل، عشية
سقوط بغداد، وبعد الاستيلاء على مطارها عن موت سفيان
التكريتى فى الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن مصدر
عراقى أنه بمقتضى هذا الاتفاق الذي أجراه ماهر سفيا ن قبل
عام مع الأمريكيين ويقضى بالحيلولة دون اشرا ك ( ١٠٠
ألف مقاتل ) من الحرس الجمهورى فى القتال، فقد تم نقله
مع عائلته س  رًا فى ٨ أبريل على متن طائرة أمريكي ة طرا ز
سى ١٣٠ إلى قاعدة أمريكية، وأن إعلان نبأ موته كان فقط
بهدف التمويه.
ولم تكن خيانة ماهر سفيان التكريتى هي وحدها
الضربة الأقوى لصدام بل إن قصة الفريق أول حسين رشيد
التكريتى كانت أخطر تأثيرًا وتروى صحيفة الأسبو ع
المصرية عن خيانة حسين التكريتى وابنه على حسين فتؤكد
أن حسين رشيد التكريتى كان متواطئا مع الفريق ماهر
التكريتى فى كل تصرفاته الخيانة حيث مكنا القوات
الأمريكية من الدخول إلى المنطقة " الدورة " انطلاقا من
منطقة"هور رجب" وقد لعب الضابط على حسين رشيد
التكريتى ( ابن حسين وهو برتب ة رائد ) دورا خطيرًا فى
تعطيل القوات الجيش والحرس الجمهورى ومنعهما من
القتال وأمرهم بالانسحاب نظرًا لأن الرائد على حسين رشيد
التكريتى كان السكرتير ا لشخصي لقصى صدام حسين قائد
الحرس الجمهورى.
وأكدت الصحافة العالمية استنادا إلىوكالة الأنباء
الفرنسية وأسبوعية " لوجورنال دو ديمانش" أن الأمر الش فهي
الذي أصدره الفريق ماهر سفيان التكريتى للقوات العراقية
بعد القتال أكده رئيس جهاز المخابرات طاهر جليل الحربوش
التكريتى، والمسئول العسكرى حسين رشيد التك ر يتى الذي
يعمل ابنه مديرا لمكت ب " قصى" ابن الرئيس العراقى والذى
كان يقود الحرس الجمهورى.
وأكد المسئول العراقى لصحيفة لوجورنال د و
ديمانش، أن المسئولين العسكريين العراقيين الثلاثة وعائلاتهم
تم إجلاؤهم من قبل القوات الأمريكية على متن طائرة
عسكرية يوم سقوط بغداد.
وفى صحيفة" لوجورنال دو ديمان ش " أيضا تحدثت
عما وصفته بخر وق ات أخرى قام بها مسئولون عراقيون،
بينهم قريب آخر لصدام حسين هو رشيد التكريتى الذي كان
يطلع الأمريكيين على تحركات الجيش العراقى، وتحركات
قائد قوات فدائيى صدام " عدى صدام حسين ".
خيانات لا تنتهي
وفى ثلة الخونة التى كشفته ا " الصحف العربي ة ":
خيانة الضابط " النقيب عدنان يوسف حس ن " الذي كان يتولى
حماية بعض الأماكن الخاصة والبديلة للرئيس العراقى،
والذى كان صدام ينتقل بينها ويعقد فيها اجتماعاته بعيدا عن
المواقع المعروفة أثناء القتال . حيث أشارت " الأسبوع " إلى
الشكوك إلى رصدتها الأجهزة الأمنية حول ولاء هذا
الضابط، فراحت تتب ع تحركاته، ثم ما لبثت أن توصلت إلى
بعض المعلومات التى تشير إلىاحتمال عمالته للاستخبارات
الأمريكية. وعندما رفعت هذه المعلومات للرئيس العراقى
حاول التأكد بنفسه من هذه الشكو ك . فأوحي لبعض المقربين
كى يبلغوا المشكوك فى ولائه النقيب عدنان بأن هناك
اجتماعا سريًا للقيادة العراقية سوف يعقد فى مطعم الساعة
الذي يمتلكه مواطن مصرى يدع ى " أبو وليد " وهو صديق
شخصي لنجل الرئيس العراق ى "عدى".. كان الاسم الرمزى
لمطعم الساعة ه و " أبو جعفر المنصو ر ".. فذكروا أمام
الضابط الخائن أمر ا. بشأن تهيئة" أبو جعفر المنصو ر " وذلك
يوم السابع من أبريل.
وقد جاء صدام فى الموعد المحدد، وبصحبته نجله
قصى بسيارة تاكسى من نو ع " نيسان " وبعض الحراس من
خلفه فى سيارة أخر ى .. على الفور دخل صدام ونجله
وبعض الحرس الخاص من الباب الأمام ى .. ثم خرجوا على
الفور من الباب الخلف ى .. وما هي إلا بعض دقائق حتى كان
المطعم والمنطقة المحيطة به تقص ف بمئا ت القنابل زنة
١٠٠٠ رطل للقنبلة الواحدة.
وهنا تأكد صدام من عمال ة " النقيب عدنان يوسف
حسن" للأمريكيين، فأمر بت فتيشه حيث عثر م ع ه على التليفون
المحمول " من نوع الثريا" المتصل مباشرة بالأقمار
الصناعية.. وعندما تمت مواجهته اعترف الضابط بعمالته
فتم إعدامه على الفور رميًا بالرصاص.
ووكالة الأنباء الفرنسية أكدت المعلومات ذاتها حيث
أشارت إلى الزيارة التي قام بها صدام حسين فى الثامن من
أبريل إلى حي الأعظمية مع ابنه قصى، حيث كان فى
استقبالهما حشد كبير، وقال أحد المسئولين العراقيين نق ً لا عن
أشخاص كانوا موجودين فى الأعظمي ة " ذكر صدام حسين
خلال زيارته أنه تعرض للخيانة، فى إشارة إلى غارتين
أمريكيتين استهدفتاه "..
وأضاف أن صدام كان يعرف أنه تعرض للخيانة، وأن
معلومات حول م ك ان وجوده تم تسريبها إلى الأمريكيين خلال
٢٠ من مار س . وهي ليلة / القصف الذي استهدفه لي لة ١٩
الغزوة التى أعلن فيها الأمريكيون أنهم قتلوا صدام وقيادته..
وتابع المصدر نفس ه .. أن صدام حسين الذي لم يعد
فى حاجة إلى براهين أمر بإعدام هؤلاء الضباط المعروف
عنهم أنهم كانوا من أوفى الأوفياء للرئيس العراقى.
أما الأسبوعية" لوجورنال دو ديمانش " فقد أشارت
إلى ضابط فى القصر الجمهورى سلم معلومات عن مكان
٢٠ مارس، تاريخ اندلاع / وجود صدام حسين ليلة ١٩
الحرب فى العراق و ٧ أبريل فى حي المنصور.. وقد قام
الأمريكيون فى التاريخين الم ذ كورين بقصف المكانين
المحددين، إلا أن الرئيس العراقى نجا من الموت، وتمت
تصفية هذا الضابط.
وخلصت الأسبوعية الفرنسية إلى ما وصفته
بالخروقات تفسر سبب رهان وزير الدفاع ا لأ مريكي دونالد
رامسيفلد باستمرار على أن العراقيين لن يقاتلوا (راجع
تصريحات وزير الدفاع ا لأ مريكي قبل بداية الحرب ضد
العراق) إلا أنها أيض ا تدل على أن الإطاحة بنظام صدام
حسين،كانت مبرمجة معدة سلفا ، وأن المفاوضات داخل
الأمم المتحدة كانت مجرد مناورات.
ولا يزال فى حصيلة صفقات الخيانة الكثير لم يكشف
عنه بعد وهو ما أكدته ابنة صدام حسين التى لجأت مؤخ ر ا
مع أختها واولادهما إلى الأردن من أن الذين خانوا أبوها هم
أقرب المقربين إليه ممن حوله.
رأس العربى ب ١٠٠ دولار
ويكتب الصحفى محمد الأنور مراسل الأهرام فى
العراق تقريرًا نشر فى ٢٧ أبريل ٢٠٠٣ تحت
عنوان( الانهيار السريع لنظام صدام صفقة أم خيانة أم
هروب جماعى ) ليقدم شهادة جديدة على الصفقات القذرة
التى تعرض لها الجيش العراقى والخيانة التى طالت
المتطوعين العرب الذين هرعوا إلى بغداد قبيل العمليات
العسكرية من غالبية الدول العربية وقدروا عددهم بما يزيد
على ستة آلاف فدائي عرب ي .. ويصف "محمد الأنور" الحال
فى العاصمة العراقية بغداد وما أعلنته المصادر الرسمية فى
الدولة من تصريحات تؤكد استمرارها فى المعركة ثم فجأة
انهار كل شئ ونقرأ فى التقرير:
"وبدا للجميع أن المؤسسة العسكرية العراقية رتبت
أمورها للدخول فى المعركة الفاصلة وعلى رأس تلك
الترتيبات الحفاظ على القوة الضاربة من الحرس الجمهورى
فى حالة جيدة جعل خسائرها من القصف الجوى فى الحدود
الدنيا وتوظيف الخبرة فى التعامل مع عمليات ثعلب
الصحراء فى ديسمب ر ١٩٩٨ ( حرب الخليج الثانية )،
وكانت جميع المؤشرات تؤكد فى ظل استمرار صمود المدن
العراقية وشراسة المقاومة أن الأمور تمضى بشك ل جيد،
وقبل ثلاثة أيام من سقوط بغداد أعلن الرئيس العراقى صدام
حسين أن ثلث الجيش فقط هو الذي يشارك فى المعركة، وأن
هناك مفاجآت للقوات الغازي ة .. فأين ثلث  ا قوة الحرس
الجمهورى الضاربة؟.. ولماذا لم يظهر لا أثر فى الدفاع عن
بغداد، كذلك فقد تساءل كثيرون أين القوة الجوية العراقية؟
ولماذا لم تقم بأى دور فى الحرب؟ لقد تردد أن صدام حسين
قد اجتمع مع أكثر من ١٥٠ طيارا أدوا جميعا يمين الشهادة
دفاعا عن الوطن بطائراتهم، من خلال القيام ب ع مليات
استشهادية ضد تجمعات العد و وذكرت المصادر أ ن القوا ت
العراقيه لديها أكثر من ١٢٠ طائرة مقاتلة من طراز الميج
٢٧،٢٩ والميراج إضافة إلى أكثر من ١٠٠ طائرة هليكوبتر
مقاتلة وهي قوة يمكن أن تلعب دورا مؤثرا، خاصة حسبما
ذكرت المصادر أن العراق لديه مطارات تحت الأرض
صممت من قبل مهندسين ألمان لحماية هذه الطائرات، من
القصف استعدادا للعب دورها المطلوب ح س ب خطة ع راقية،
إلا أن الامر المستغرب حسبما روى شاهد عيان ل  "الأهرام"
أن معظم طيارى القوات الجوية العراقية عاد و ا لمس  اكنهم
مشيرا إلى أن أحد جيرانه وهو طيار غادر إلى جهة غير
معلومة قبل سقوط بغداد بعدة أيام، ولم يظهر أى حديث عن
هذه القوة بل إنها لم تشارك على الإطلاق فى أى عملية.
ويؤكد شهود عيان أن كل الوزراء يوم ٧ أبريل –
قبل سقوط بغداد بيومين فق ط - قد غ ادروا مكاتبهم على عجل
وحملوا أوراقهم بل وغيروا البذات العسكرية التى ارتدوها
بملابس مدنية وقالوا لمن حولهم من المواطنين إنهم فى
إجازة مفتوحة وكل يذهب إلى بيته وشهدت بغداد ظاهرة
غريبة حيث اختفى كل المسئولين دفعة واحدة ودخلت القوات
الأمريكية بغداد بلا مقاومة وبدأت عمليات بيع القلة من
المقاومين ومعظمهم من فدائيى العرب إلى القوات
الأمريكية..
إن المتطوعين العرب تم بيعهم بالرأس إلى القوات
الأمريكية والبريطانية من قبل ب ع ض السائقين العراقيين على
الطريق المؤدى إلى بغداد وأشار البعض إلى أن الرأس ك ان
يدفع فيه ١٠٠ دولار، وآخر العمليات التى تم ضبطها هي
تلك التى ألقى القبض فيها على أكثر من ٥٠ شخصا قرب
فندق فلسطين الذي يفصله عن القصر الرئاسي نهر دجلة
فقط، وتحدثت مصادر مطلعة عن أ ن عزة إبراهيم نائب
رئيس مجلس قيادة الثورة وقائد المنطقة العسكرية الشمالية
ومركزها الموصل تعرض قبل يومين من سقوط بغداد
لمحاولة اغتيال من قبل أحد حراسه وتمت تصفية الحارس،
أما على حسن المجيد قائد المنطقة الجنوبية وابن عم الرئيس
العراقى صدام حسين الذي أعلنت بر يطانيا أنه قد اغتيل
فأكدت المصادر أنه هرب إلى بغداد متخفيًا فى زى راعى
غنم بدوى بعد مقتل حارسيه برصاصتين فى الظهر (خيانة
جديدة من الحر س ) وأخيرًا أعلنت قوات التحالف فى
أغسطس ٢٠٠٣ القبض علي ه . وأكدت المصادر نفسها أن
الولايات المتحدة التى فشلت مرارا فى بداية ا لمعركة فى
تجنيد عملاء داخل القيادات العليا العسكرية نجحت فى الأيام
الخمسة السابقة على الانهيار فى اختراق الجيش العراقى
وتمت تصفية عدد من الضباط خلال المعركة فى حين لم يتم
اكتشاف أمر الكثيرين منهم وعلى رأس هؤلاء حسبما ذكرت
المصادر أحد قادة الحرس الجمهورى ال ذ ي لم تذكر المصادر
اسمه إلا أنها أشارت إلى أنه سلم نفسه ومعه قوة كبيرة
ووضع نفسه فى خدمة القوات الأمريكية وكان يرافقها فى
تقدمها باتجاه بغداد ومكنت المعلومات التى أعطاها للقوات
الغازية من دخول منطقتى الهندية والمحمودية جنوب بغداد
وهو ما جعل الأمور تأخذ أبع ادا جديدة فى الطريق للسقوط
السريع للعاصمة العراقية.
سقطت بغداد إذن بالخيانة وسلم الخونة مفاتيحه ا..
البعض يرى أن ما فعله صدام حسين وقيادات البعث كان
صفقة للحفاظ على القوات من التدمير والعودة والمقاومة بعد
شهرين عندما نكصت بريطانيا وأمريكا بالعهود ولكننا نر ى
أن سقوط بغداد بهذا الشكل المهين لا يمكن أن يقبله ضمير
إنسانى يفهم معنى الكرامة أما خيانات من كانوا حول الرئيس
فهو سيناريو يتكرر فى كل النظم المتسلط ة .. وكانت أول
مظاهر نكوص أمريكا وبريطانيا بوعود ه م ا لحلفاء أوروبا
وللعراقيين هو مشروع القرار الأمريكي الذي قدم إلى مجلس
الأمن حول العراق والذى تحول إلى قرار دون تعديل واحد..
القبض على صدام حسين
بعد ستة أشهر من إعلان الرئيس بوش انتهاء الحرب
فى العراق (مطلع مايو ٢٠٠٣ ) تم الق  بض على صدام
حسين وأذيعت صور تل فزيونية تبرز مكان القبض عليه وأحد
الأطباء يتفحص فمه ورأس ه ولقطات لصدام فى مواجهة
بعض أعضاء مجلس الحكم ا لا نتقالى.. ثم الإعلان عن واقعة
القبض على صدام حسين فى مؤتمر ص ح فى حضره بريمر
الحاكم المدنى وسانشيز قائد القوات الأمريكية يوم ١٣
ديسمبر ٢٠٠٣ .. وكانت القاهرة تشه د فى ذات اليو م مؤتمرًا
ضخمًا لدعم المقاومة الوطنية فى العراق وفلسطين حضره
مناهضو العولمة فى كل دول العالم وكان وقع الحدث على
الحاضرين محزنا لساعات للصورة المهينة التى ظهر بها
الرئيس العراقى السابق مستسلمًا ضعيفًا بين يدى حارسه
وطبيبه يعبثون فى وجهه !!.
لقد تخلص الكثيرون من الذين رفضوا ممارسات
صدام حسين الد يكتاتورية طوال فترة حكم ه من الحرج عندما
رأوه سجينا وزادت وتيرة التأييد للمقاومة العراقية التى
اندفعت لتأكيد أنها باقية وقوية بعد القبض على صدا م ...وفى
١٥ ديسمبر ٢٠٠٣ ) قامت المقاومة ، يومين فقط ( ١٤
العراقية بما يزيد على ٨٢ عملية فدائية دفعة واحدة.
ولكن يبدو أن وراء القبض على صدام حسين الغاز
كثيرة تؤكد ما توقعناه من وجود صفقات خفية وراء تسليم
بغداد.. وقد تجلى ذلك فى:
١- إن عملية القبض على صدام حسين أعلن عنها فى
منتصف ديسمبر والصور التى التقت لمكان المخبأ
تحت الأرض الذي كان يختفى فيه بالقرب من
تكريت مسقط رأسه تؤ ك د هذه الصور أن حالة
القبض على صدام تمت فى نهاية أغسطس وبداية
سبتمبر نتيجة ظهور نخيل محمل بالبلح الأخضر
فى كل الصور التى تناقلتها القنوات التليفزيونية
ووكالات الأنباء.. ولانجد سببا منطقيًا لإخفاء صدام
بعد القبض عليه طوال ثلاثة أشهر إلا فى ظل اتفاق
ما بينه وبين الأمريكيين.
٢- تصاعدت فى معظم دول الخليج ومن العراقيين فى
الخارج ومن فئات مجلس الحكم العراقى دعواي
حارة لتسليم صدام حسين إليهم ليحاكموه على
جرائمه البشعة ضدهم. وفجأة قرر البنتاجون
(وزارة الدفاع الأمريك ى ) اعتبار صدام حسين أسير
حرب وهذا يعنى تبعًا لنصوص ا تفاقية جنيف الثانية
(مادة ١٧ ) الخاصة بمعاملة العسكريين إنه لا يحاكم
ولا يسأل إلا عن أسمه ورتبته وسلاح ه ويجب أن
يعامل بمعاملة كريمة ويتم تأمين حياته وعلاجه
واتصاله بأسرته وتبادل الرسائل معهم تحت إشراف
الصليب الأحمر.. ويبدوا أن هذا أيضا جاء نتيجة
أتفاق ما مع صدام.. فضلا عن أن التأثير السلبى
لإهانة رئيس دولة عربية (سابق) على الملأ قد
تركت مشاعر الحزن والاستهجان لدى كل دول
العالم وخصوصًا الشعوب العربي ة .. ما جعل
الأمريكيون يرفعون بسرعة كل المواد الفيملية التى
أعدت لنشرها حول حالة صدام حسين فى الأسر
وما يتعرض له م ن مهانة هنا ك .. بل تعمد
الأمريكيون إثارة الجدل حول محاكمة صدام.
٣- تصاعدت الأحداث بسرعة وبعد إلقاء القبض على
صدام حسين رئيس العراق السابق بأقل من شهرين
وفى منتصف يناير ٢٠٠٤ أكدت مصادر التحقيق
العسكرى الأمريكية التى تحقق مع صدام أنه لم
يثبت بالوثائق تورطه شخصي ًا أو قيامه بأى من
الجرائم الفردية أو الجماعية التى تمت فى عهد ه!!!
وهو ما يعنى أن صدام حسين ربما يخرج من هذا
المعتقل بلا محاكمة.. وهذا له دلالاته .
سقطت بغداد وخانها اقرب الأصدقاء والأبناء
وهرب من هرب واتفق من اتفق ووحدت امريكا نفسها فى
ذروة القوة راح جنو د الاحتلال ينهبون كل شئ واستبعدت
أمريكا كل الأوروبيين (فرنسا وألمانيا وروسيا وحتى الحلفاء
المباشرين من ا ل ٣٠ دولة لم تعلن أسماء سوى ١٤ منهم
فقط ومعظم التحالفات السرية لدول عربية ) منعوا جميعا
من التدخل فى كل ما يخص الشأن العراقى حتى الأمم
المتحدة ألقت بها أمريكا خارج دائرة التأثير فيما يحدث
بالعراق.
ونهبت أمريكا بمساعدة صهيونية كنوز العرا ق ..
الأموال والآثار والتحف والكتب النادرة وسارعت إلى نهب
البترول. ثم استدارت أمريكا والحلفاء الإمب ر ياليون الصهاينة
لاستكمال مخططات السيطرة على المنطقة العربي ة .. وبدأت
سيناريوهات إعادة تخطيط الوطن العربى.

0 التعليقات:

Post a Comment

شاهد ايضا